كتب: ناصر اللحام

النص المتين، والبنود المختصرة الواضحة والمضمون الراقي لوثيقة المصالحة الوطنية الجديدة جدا لم تشفع امام الجمهور الفلسطيني النازف، وظلت أسئلة الشك تحوم في أجواء هذه المصالحة. ليس اعتراضا على بنود الاتفاق ولكن قلقا من نفس الوجوه التي طالما اجتمعت وقالت نفس الكلام ولم تلتزم بأي اتفاق .

يمكن تقسم البنود الى قسمين: قسم يمكن للفصائل الفلسطينية ان تنفذه وقسم ليس بيدها ان تنفذه. فهي تستطيع ان تشكل حكومة وحدة وتجمع المجلس الوطني الجديد لانتخاب قيادة لمنظمة التحرير. اما باقي البنود مثل دحر الاحتلال والصمود والمواجهة وافشال مخططات الصهيونية وحماية الأقصى فهذه بنود تقوم بها الجماهير تلقائيا ولا تحتاج الى توجيهات القيادات التي سافرت للصين والى روسيا ومصر وقطر وانقرة ومكة والعلمين .

العجيب ان الفصائل سوف تعمل على تنفيذ فوري للبنود التي لا يستطيعون ابدا تنفيذها مثل وحدة الأراضي الفلسطينية ووقف الحرب على غزة وإعادة الاعمار، ولسوف يؤجلون تنفيذ البنود التي يستطيعون تنفيذها فورا !!

نتنياهو شكل حكومة وحدة وشن عدوانا على غزة وعلى الشعب الفلسطيني هو الاوسع منذ الحرب العالمية الثانية. وفكك حكومة الوحدة وشكل كابينيت حرب وفكك كابينيت الحرب وشكل كتلة يمين ونحن لا نزال نفكر كيف يمكن ان نتفق على تشكيل حكومة لا تحكم على الأرض أي شيء .

تغير زعماء العالم اربع مرات وتغير رؤساء أمريكا وانهارت دول وحضارات، واصبح لدينا فيس بوك وسوشيال ميديا وذكاء اصطناعي، والاف الاختراعات التي بدلت حياة البشر.

مسحت مدن في غزة عمرها 7 الاف عام وصودرت اهم واغنى أراضي الضفة الغربية، ومات معظم الذين انتخبوا المجلس التشريعي عام 2006 ومات معظم الذين انتخبوا الرئيس وانتخبوا قادة التنظيمات، ولا تزال وفود الفصائل تفكر كيف توقف الانقسام الذي صنعوه بأنفسهم لأنفسهم .

الذين تقاتلوا في غزة وتسببوا بالانقسام تصالحوا وتحالفوا، وعلى ما يبدو نسوا ان يبلغونا بذلك.

الشعب الفلسطيني يستطيع ان يعيش من دون القيادات العظيمة التي رأيناها في بكين. ولكن هذه القيادات لن تسطيع ان تعيش من دون هذا لشعب المظلوم .