مقالات
إرهاب المستوطنين والمستوطنات الإسرائيلية
الكاتب: حسام الدجني
معلومات قد لا يعلمها البعض حول الجماعات الإرهابية الصهيونية التي خرجت من رحم المستوطنات وشكلت جماعات مارست القتل والإرهاب وترويع الآمينين ومصادرة الأراضي والمنازل الخاصة بالفلسطينيين، وساهمت في زيادة وتيرة الاستيطان، وعملت على تقويض عملية السلام بدءاً باتفاق السلام مع مصر عام 1979م (اتفاقية كامب ديفيد)، إلى يومنا هذا.
المقال يطرح التساؤل التالي: ما أهم الجماعات الإرهابية التي تنشط في مستوطنات القدس والضفة الغربية…؟ وما أبرز عملياتها ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته…؟ ولماذا لم يصنفها العالم منظمات إرهابية…؟
أولاً: الجماعات الإرهابية في إسرائيل.
لا أحد يختلف على أن الوجود الصهيوني على أرض فلسطين هو احتلال واقتلاع للشعب الفلسطيني عن أرضه، وعليه فإن المنطق يقول أن إسرائيل ومجتمعها هي دولة إرهاب تمارس التمييز العنصري (الأبارتايد) وما يؤكد ذلك قانون القومية الذي ينص على أن إسرائيل دولة يهودية، وهو ما يؤكد أن وثيقة استقلال دولة الاحتلال التي تصف إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية علمانية لكافة مواطنيها لم تعد قائمة، وهو ما يفرض نفسه على المجتمع الغربي بضرورة إعادة النظر في مشروعية الاحتلال، والعمل على مقاطعته وعزله سياسياً، وإجباره على شروط قبول عضويته في الأمم المتحدة والمتمثلة بإقراره بتطبيق قرارات 181 – 194.
للأسف العالم يمارس ازدواجية معايير واضحة عند التعاطي مع القضية الفلسطينية، وأصبح ذلك أكثر وضوحاً عند المقارنة بين تعاطيه مع الحرب الروسية الأوكرانية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على الصعيد الفلسطيني تصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وغيرهم فصائل فلسطينية على قوائم الإرهاب الدولي (حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على سبيل المثال)، بينما يسرد المقال جماعات إستيطانية مارست الإرهاب والقتل قبل نشأة حركة حماس، ولم يقم المجتمع الدولي تصنيفها على قوائم الإرهاب، واليوم نشهد حكومة يمينية فاشية يتزعمها بنيامين نتانياهو، جزء من مكوناتها خرجن من رحم تلك الجماعات، بل تحمل تلك الحكومة قرارات تخالف قرار مجلس الأمن رقم 2334 الذي يجرم الاستيطان.
- مجموعة الحاخام المتطرف موشيه ليفنغر.
نشطت هذه المجموعة في العام 1968م، ومن أبرز عملياتها اقتحام فندق “النهر الخالد” المملوك لعائلة القواسمي بالسلاح وسط مدينة الخليل للاحتفال بعيد الفصح العبري، وشكلت مصادرة الفندق وبعض ممتلكات المواطنين في الخليل بداية انطلاق المشروع الاستيطاني في مدينة خليل الرحمن.
- حركة “غوش إيمونيم”:
حركة دينية- قومية عملت بنشاط واسع في الفترة الواقعة بين 1974 و 1988. وهي التي شكلت النشاط الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية وقطاع غزة. ومنطلق الحركة (ان من حق اليهودي اقامة استيطان له في كل موقع من ارض اسرائيل كجزء من خلاص وانقاذ الارض من الغرباء).
خرج التنظيم اليهودي السري من رحمها مع بداية الثمانينات على يد صهر الحاخام المتطرف موشيه ليفنغر وآخرون، وكان الهدف من هذه الجماعة المسلحة تقويض اتفاقية كامب ديفيد مع مصر التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
عمل التنظيم السري اليهودي على تحقيق هدفين: الأول: تفجير مسجد قبة الصخرة في المسجد الأقصى، والثاني وضع برامج لتنفيذ هجمات واعتداءات شاملة وواسعة على الفلسطينيين بالضفة والأغوار والقدس، لترويعهم ودفعهم إلى الهجرة، والاستيطان مكانهم. ومن أبرز اعتداءاتهم الإرهابية تفجير سيارات ملغومة لمسؤولين فلسطينيين، ومن ضمنهم رؤساء بلديات، والتي أصيب فيها كل من رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة، ورئيس بلدية رام الله وكريم خلف اللذان بُترت أطرافهما، في حين نجا رئيس بلدية البيرة إبراهيم الطويل من محاولة الاغتيال، ونفذ عناصر التنظيم يوم 23 يوليو/تموز 1983 هجوما مسلحا على طلاب الجامعة الإسلامية بالخليل، مما أسفر عن 3 شهداء و33 جريحا.
- عصابة “شبيبة التلال”:
تأسست عام 1998م بإيعاز من أرئيل شارون رئيس الوزراء الأسبق، والهدف من تأسيسها ضرب اتفاقية واي ريفر التي وقعها بنيامين نتانياهو مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتعيش هذه الشبيبة فوق التلال الجبلية على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية. يؤمن أتباع هذه العصابات، وهي صاحبة فكرة البؤر الاستيطانية ومشاريع الاستيطان الرعوي، بـ”أرض إسرائيل الكبرى”؛ إذ يعتبرون الفلسطينيين دخلاء ويجب طردهم من البلاد للحفاظ على “يهودية الدولة”، وشرعوا في نشاطهم الإرهابي بالضفة ليتوسع لاحقا ويمتد إلى جانبي الخط الأخضر.
- عصابات “تدفيع الثمن”:
تأسست في العام 2008م، وتهدف إلى تكثيف الاعتداءات على الفلسطينيين وعلى مزارعهم ومقدساتهم، ونفذوا مئات العمليات أبرزها حرق الطفل محمد دوابشة.
الخلاصة:
وأنت تقرأ فقط في جرائم المستوطنين، وتتأمل في تمدد المشروع الاستيطاني – عدداً ومساحةً- الذي قضى على حل الدولتين، وحوَل حياة الفلسطينيين إلى جحيم، وتراقب الموقف الدولي، تستنتج أن الظلم والقهر الذي تعرض وما زال يتعرض له شعبنا الفلسطيني يفوق ما تعرض له اليهود من النازية، كل ما سبق بعيداً عن إرهاب الدولة وممارساتها ضد شعبنا الفلسطيني والمتمثلة في القتل والتهويد وتدنيس المقدسات والتمييز العنصري وحصار مليوني فلسطيني في قطاع غزة وغيره الكثير، ويبقى السؤال: هل ما زال العالم يقبل هذا الظلم والقهر في فلسطين…؟ أتمنى أن يصحو الضمير الإنساني قبل فوات الأوان.