ads image
علم 24 412 يوماََ و #غزة_تُباد
علم 24

مقالات

ترتيب البيت الفلسطيني أولوية وطنية بعد فشل عملية السلام

04/01/2023 الساعة 02:05 (بتوقيت القدس)

بقلم: المحامي علي أبو حبلة

من خلال قراءة البرامج الانتخابية لجميع الأحزاب الحر يديم المتطرفة التي يتكون منها ائتلاف حكومة نتنياهو الأكثر يمينية وتطرف، لا يمكن لأحد أن ينكر أن برنامجها سيكون متطرفاً في كثير من القضايا السياسية والميدانية تجاه الفلسطينيين، إذ إن أغلبية الأحزاب لا تؤمن بأي سلام أو مفاوضات أو حلول مع الفلسطينيين، كما أن جزءاً منها يؤمن بضرورة ضم الضفة الغربية وتنفيذ "صفقة القرن"، وفق الرؤية الصهيونية، وتغيير الواقع في المسجد الأقصى، وتطبيق التقسيم فيه، زمانياً ومكانياً.

إن عودة نتنياهو ستكون سوداوية بالنسبة إلى السلطة الفلسطينية، التي سيزداد الضغط عليها، وستزداد الجهود الإسرائيلية لتقويضها، تزامناً مع زيادة المطالب لها بتكثيف التنسيق الأمني ومحاربة المقاومة في الضفة، لكن من دون أن يكون هناك أفق أو أمل بشأن حلول سياسية أو تفاوضية، وستزداد العلاقة تأزما بعد أن وافقت الأمم المتحدة، مساء الجمعة، على طلب للسلطة الفلسطينية بالتوجه إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، وإلزامها بإصدار فتوى قانونية بخصوص الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، واعتباره ضمًا فعليًا.

في الجانب الآخر، وفي قطاع غزة، فإن حكومة نتنياهو لن تكون معنية بتفجّر الأوضاع من جديد، إذ يُتوقَّع أنها لن توقف التحسينات الاقتصادية، وستحاول مواصلة السياسة السابقة لضمان أطول فترة هدوء، لكنها ستركز جلّ اهتمامها على الوضع في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، حيث ستسعى لاجتثاث المقاومة المتنامية في الضفة، والاعتراف بمزيد من المستوطنات وتوسعتها وضم مزيد من أراضيها إلى "دولة" الاحتلال، ونقل إدارة المستوطنات إلى الوزرات المعنية بعد أن كانت تابعة للإدارة المدنية في الجيش.

أمام المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية وفشل عملية السلام، أصبح لزاما على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها بعد أكثر من 30 عاما من مفاوضات السلام العبثية التي لم تفضي لأية نتائج بل العكس، إن حكومة الائتلاف برئاسة نتنياهو وتضم الأحزاب اليمينية الفاشية ببرنامجها السياسي انقلبت على كل الاتفاقات مع منظمة التحرير وانقلبت على اتفاق أوسلو، حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية الفاشية تشرعن البؤر الاستيطانية وتنفذ مشروعها الاستيطاني وال تهويدي وتسعى لإحكام سيطرتها على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

عملية السلام مع الكيان الإسرائيلي وصلت إلى طريق مسدود ولم تعد الولايات المتحدة الأمريكية الراعية لعملية السلام الموثوق فيها بعد أن فشلت جميع مخططاتها في رؤية الدولتين، لقد فشلت إدارة بوش الابن بتحقيق رؤيا الدولتين بخطتها خارطة الطريق وفشلت إدارة أوباما الذي تعهد في خطابه في جامعة القاهرة بتحقيق رؤيا الدولتين ووقف الاستيطان وتهويد القدس وتجسيد انفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة، مما يحول دون تحقيق إقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود الرابع من حزيران، كما فشلت ادارة بايدن بتحقيق حل الدولتين في ظل شرعنه البؤر الاستيطانية والتوسع الاستيطاني.

الرئيس محمود عباس السياسي والدبلوماسي الفلسطيني المؤمن بعملية السلام وفي ظل التطرف لحكومة الائتلاف اليميني الفاشي برئاسة نتنياهو وصل إلى قناعه استحالة تحقيق السلام في ظل الائتلاف اليميني الفاشي، وأن عملية السلام ماتت بفعل مماطلة إسرائيل لتنفيذ استحقاقات عملية السلام والالتزام بالاتفاقات والتعهدات، وأن مخاطر المرحلة تتطلب خطوات بنائه لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير التي تعد الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني لتفويت الفرصة أمام أية محاولات لخلق جسم بديل لمنظمة التحرير ضمن مسعى يقود لتصفية القضية الفلسطينية، دقة المرحلة وخطورتها وانعكاسها على القضية الفلسطينية في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة العربية والتغير في التحالفات الإقليمية أصبحت تستدعي ترتيب البيت الفلسطيني برؤيا وطنية وباستراتجية فلسطينية تأخذ بأبعادها كل التغيرات وإعادة التحالفات بما يخدم القضية الفلسطينية ضمن مفهوم يرتكز على أولوية الصراع مع إسرائيل.

أمام هذه التطورات الخطيرة والخطيرة جدا في مفصل القضية الفلسطينية وفي مقدمة المخاطر التي تتهدد الحركة الوطنية الفلسطينية وتتهدد وحدة المجتمع الفلسطيني هو باستهداف الجميع عبر ضرب الجميع وصولا لحاكم عسكري يحكم الشعب الفلسطيني ويتسلح بخطة برا يمر في العراق وحل جميع الحركات والقوى الوطنية والاسلامية، فالجميع في دائرة الاستهداف ضمن المخطط المرسوم اليوم فتح وغدا حماس وبعد غد الجبهة الشعبية وهكذا دواليك هي إذا المؤامرة التي تقود لتصفية الوطنيين والأحرار وتسييد العملاء والدخلاء والمأجورين ليتسنى تنفيذ الأجندات التي جميعها تشير لإنهاء القضية الفلسطينية.

أمام المخاطر والتحديات أصبح ترتيب البيت الفلسطيني شان داخلي فلسطيني محض وإنهاء الانقسام الفلسطيني خيار مفروض على الشعب الفلسطيني، فالخروج من دائرة الاستهداف هو في تحقيق الأهداف الوطنية التي تقود لوحدة الموقف الفلسطيني وتمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وضرورة القفز على مخاطر التهديدات التي تهدد وحدتنا وهذا يتطلب الشروع الفوري لدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء السبت، إلى حوار وطني فلسطيني سياسي شامل حيث أكد على التمسك بالحقوق التاريخية والقانونية في الأرض والمقدسات والممتلكات الفلسطينية.

وإن من متطلبات المرحلة الإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية ضمن رؤيا وطنية تقود لاستعادة التوازن بين السلطات الثلاث ووقف تغول السلطة التنفيذية واستحواذها على سلطة التشريع، ويسبق ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية تفوت الفرصة على المتربصين وضمن أولوياتها توحيد الجغرافية الفلسطينية وتدعيم الصمود الفلسطيني والانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال حيث فشلت حكومة محمد اشتية بتحقيقه، وأن من متطلبات ترتيب البيت الفلسطيني سرعة الإعداد لعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح ضمن جهود تبذل للم الشمل الفتحاوي.
 
إن سرعة الخطوات التي توحد الفلسطينيين تفشل سياسة فرض الأمر الواقع وتفشل فرض أوصياء على الشعب الفلسطيني وتفشل مؤامرة استهداف الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وتقود حتما لتعرية المواقف العربية المتحالفة مع إسرائيل وإفشال مخططها لمحاولات فرض البديل.