مقالات
جاء الغازون وذهبوا والأصول الكنعانية بقيت
الجزء الاول
بقلم حازم زكي البكري.
القدس الشريف في 23-11-2022م
الكنعانيون قبائل عربية استوطنت بلاد الشام من صيدا وحماه في الشمال حتى غزة في الجنوب في العصر الحجري ما بين عشرة الاف الى اثنى عشره الف سنة قبل الميلاد , وتعددت الروايات حول سبب تسميتهم بالكنعانيين , ففي بابل يعني الاسم اللون الاحمر الارجواني وهي صبغة اشتهر الكنعانيون بصناعتها ُوفي مصر القديمة استخدمت الاسم للدلاله على شعب من شعوب بلاد الشام وفي حضارات اخرى يمثل الاسم الاراضي المنخفضه او الشعوب التي استوطنت الاراضي المنخفضة واما في التوراه فقد نسبت الاسم الى كنعان بن حام ابن النبي نوح (عليه السلام) وفي نص الملك أدريمي ملك الالاخ (المملكة الكنعانية - الأمورية) استخدم فيه الكنعانيون أنفسهم هذا الاسم للإشارة إلى أنفسهم.
وقد ذكرت التوراه ابناء كنعان (صيدون وحيث) وينسب اليهما قبائل الصيدونيون الكنعانية والحيثيون الكنعانيه والتي تفرع منهما قبائل اليبوسيون والجرجاشيون والحويون والعرقيون والسينيون والارواديون والعماريون والحماتيون.
وقد سكن الحيثيون جبال الخليل ومن ملوكهم عفرون بن صوحر الحثي الذي باع مغارة باربعمائة شيكل فضه للنبي ابراهيم عليه السلام لتكون مدفناً لزوجته ساره ولمن يموت من اهله.
اما ملك اليبوسيون ملكي صادق فقد بنى مدينة القدس بأسم (شاليم) نسبة الى اله السلام الكنعاني واطلق عليها جبل السلام (اور شالم) وقام بتحصينها وبناء الاسوار حولها وأدخل اليها المياه من نبع جيحون (عين سلوان) عبر نفق يبوس.
نبع جيحون (عين سلوان)
اما باقي القبائل فتوزعت على ساحل البحر الابيض المتوسط من صيدا حتى غزة واسسوا العديد من المدن التي اندثر بعضاً ومنها واخرى ما زالت جذورها راسخة في الارض وفروعها باسقة في السماء مثل يبوس (القدس) ,يريحو(أريحا) , أشدود (أسدود), عكو (عكا), غزة,المجدل, يافي (يافا), أشكلون (عسقلان), بيت شان (بيسان), وشكيم (نابلس).
وقد حاق بأرض كنعان الطامعين والغزاة من أشوريين وبابليين وفرس ويونانيين ورومانيين وبيزنطيين , وكان اليهود يحاولون في فترة الإنكسار وضع موطأ قدم لهم في ارض كنعان ولكن خاب سعيهم ومكرهم حاق بهم , في كل جولة , حتى لا يوجد أثر يدل عليهم , وحتى ما يدعونه في حق مزعوم بالمسجد الابراهيمي لا أصل له " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)" , وهيكلهم المزعوم الذي بحثت عنه عشرات من بعثات الآثار منذ آواخر العهد العثماني ليومنا هذا , لم يجدوا أثراً يدل عليه.
التداول بين النبي ابراهيم عليه السلام والملك عفرون بن صوحر الكنعاني
وقبل الإسلام استوطنت قبيلة الغساسنة شرقي ارض كنعان واستوطنت قبيلة جذام في الجزء الشمالي من فلسطين وقبيلة لخم التي ينحدر منها الصحابي تميم الداري رضي الله عنه استوطنت في الجزء الجنوبي من فلسطين .
ومع بدايات الفتوحات الإسلاميه بدأت تتوافد القبائل العربية على ارض كنعان (فلسطين) ومع تعاقب الدول الاسلاميه وفد الى فلسطين شعوب من قوميات مختلفة انصهرت في المجتمع الفلسطيني سوى بعض الأقليات التي تمسكت بعاداتها وتقاليدها مثل الشركس والسامريين.
وقد اجمع عدد من المستشرقين ان فلاحي فلسطين (ساكني القرى) هم احفاد الكنعانيين ومن هؤلاء زوجة القنصل البريطاني في القدس (اليزابيث فن) توفت 1921م , التي اجرت بحوثاً مطوله عن اصول الفلاحين الفلسطينين حيث قالت : لقد حققنا في اصول السكان الفلاحين العرب الحاليين في فلسطين فثبت لنا على الارجح انهم من ذراري الشعوب الكنعانية القديمة.
يتبع...