مقالات
قصتان في عهد حكومة الحاخامين الجديدة!
الكاتب : توفيق ابو شومر
إليكم هاتين القصتين وهما من بواكير تشكيل حكومة الحاخامين العنصرية:
القصة الأولى، وجهت المحكمة اتهاما للحاخام، إبراهام تسلر، العام 2017 وهو رئيس أبرز (يشيفا) معهد ديني في بني براك، أدانته المحكمة بتهمة الاعتداء الجنسي على ستة طلاب قاصرين في معهده الديني، تتراوح أعمارهم بين 14 - 16 سنة! وبما أنه حاصل على رتبة حاخام، فإنه ذو حصانة من أحكام القضاء، لذا فإنه لم يُسجن على جريمته، ولكن ملفه الجنائي بقي في المحكمة شاهداً على الجريمة!
أخيراً، نجح ابنه، يعقوب تسلر وكيل وزارة الثقافة والرياضة الجديد، وهو أحد زمرة حكومة الحاخامين الجديدة ممن تولوا مناصب وزارية، نجح في طي ملف القضية نهائياً، بعد أن هدد الطلاب الشهود بفصلهم من المعهد إذا لم ينفوا التهمة الموجهة لوالده، فأقدموا على إنكار شهادتهم السابقة ضد والده! (صحيفة هآرتس يوم 3-1-2023)
أما القضية الثانية فهي قضية ضد حق الإنسان في الحب والزواج، بدأت القصة العام 2020 - 2021 عندما أعلن شاب لبناني يعيش في حي، بروكلن في نيويورك أنه من أصول يهودية لبنانية، وكان قد تعلم اللغة العبرية وأجادها تماماً منذ العام 2014، وشرع في ارتياد الكنيس اليهودي، أدَّى كل الطقوس الدينية اليهودية، باسم، عيليا حويله، أصبح عضواً في حركة، حباد الحسيدية، وكان يشارك في كل المناسبات الدينية، بخاصة في تلاوة التوراة!
التقى مع فتاة يهودية من الطائفة نفسها، وتزوج الاثنان بشهادة الحاخام، جوزيف لازاران.
اكتشفت العروس بعد شهر، وهي تفتش في أغراض زوجها الشخصية، جواز سفره اللبناني، باسمه (علي حويله) وهو مسلم من أسرة معروفة.
أخفى والد الفتاة ابنته عن زوجها وسفَّرها إلى إسرائيل، ثم وضعت الجالية ملفه في المخابرات الأميركية، ولكن الشاب التقى مع الصحيفة الدينية اليهودية، Yeshiva World News، يوم 14-11-2021 قال: «انتزعوا مني زوجتي، فأنا أحبها، سوف أعتنق اليهودية للمرة الثانية في إسرائيل لأنني أحبها»!
سافر الزوج بجواز سفره الأميركي إلى إسرائيل واعتنق للمرة الثانية اليهودية وفق طقوس الحاخامية في إسرائيل ليتمكن من الالتقاء بزوجته، غير أن السلطة الحاخامية في إسرائيل طلبت منه أن يثبت أنَّ جدته لأمه يهودية، وأن يحصل على فحص جينات (الدي أن إي) وافق الشاب اللبناني على ذلك!
وضعت الحاخامية ملفه عند الحاخام، زفديا كوهن المكلف بقضايا الدين الشائكة التقى الحاخام بجدته، أثبت اللقاء أنها من أصول يهودية واسمها (سارة دويك)، ولكنها أسلمتْ، هذا يعني أنها لم تعد يهودية، كما أن الفحص الجيني للشاب نفسه أثبت أن (جيناته) يهودية، غير أن الحاخامية الدينية في تل أبيب قررت يوم الأحد 8-1-2023 وجوب طلاق الزوجة، وعليه أن يغادر إسرائيل!
إن حكومة الحاخامين الجديدة في إسرائيل ستكون كارثة ليس على الفلسطينيين فقط، وإنما على حقوق الإنسان في العالم أجمع. فهي تمهد الطريق للصراعات الدينية والعرقية، فهي تسعى للإطاحة بحضارة العالم الراهنة، لتعيد صياغة العالم من جديد، تمهيداً لسيادة عِرقٍ واحدٍ وعقيدة واحدة فقط!
لذلك يجب أن نرفع شعاراً يقول: «نحن، الفلسطينيين، خطُّ الدفاع الأول عن حضارة العالم وعن كل حقوق الإنسان، في مواجهة حكومة الحاخامين في إسرائيل، التي ستشعل حرباً دينية»!