مقالات
كيف نكبّل مصر؟
بقلم: بكر أبو بكر
المقال المطروح للكاتب "بين فيشمان" في موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمعنون: التدهور السريع للاقتصاد المصري يوفّر فرصةً للولايات المتحدة لتقديم المساعدات – وتعزيز نفوذها!؟ وذلك في شهر يناير 2023م، يحتوي هذا المقال على تحليل اقتصادي هام يجدر الانتباه له والتفكير به جليًا والتعامل معه بشفافية وبطريقة خلاقة.
ويقدم "فيشمان" مجموعة من الاقتراحات واضحة الأهداف والتي تصاغ بصيغة أمر لكن مخففة! وهي اقتراحات تهدف بكل الوضوح كما نفهم لتحقيق الهيمنة والسيطرة الكاملة على الاقتصاد والسياسة والبلد في مصر، ولتقليص اهتماماتها القومية، وإضعاف المؤسسة العسكرية فيها الى الحد المقبول لدي الامريكان وحليفتها المدللة.
إن الولايات المتحدة الأمريكية -وحسب الكاتب- وكما نصيغ عباراته الملتوية يجب أن تستغل ضعف الاقتصاد المصري لمزيد من تكبيلها بالديون الضخمة عبر صندوق النقد الدولي الذي تهيمن عليه، بل وعبر المساعدات المشروطة المباشرة التي تقدمها لمصر.
الولايات المتحدة الامريكية وحسب الكاتب التي تفهم حجم علاقاتها مع دول الخليج العربية، يطالب الكاتب أن تتم استغلالها جيدًا للضغط على مصر لتحقيق 3 أمور في غاية الأهمية لأمريكا وهي تحقيق ابتعاد مصر بكافة الطرق عن عدوها أو خصمها الأول أي الصين، ثم عن روسيا بمختلف الحجج الواهية، وعن المؤسسة العسكرية القومية المصرية كما نفهم من تحذيرات الكاتب ومن توصياته الموجهة لصانع القرار الأمريكي.
يبتغي الكاتب الحريص على مصالح بلاده فقط أي أمريكا (وبالطبع من ورائها أو أمامها إسرائيل) تحقيق الامتصاص لقدرة مصر على النمو أو الإزدهار، وتحت مبررات متعددة، قد تجد مثل هذه المبررات ويزيد في بلاد أخرى تلقى الدعم بلا حدود من أمريكا.
أمريكا وعبر كل الوسائل، والتي منها آراء مراكز الأبحاث والكُتّاب الموالين لها الساعين لهيمنتها على العالم تستغل كل فرصة متاحة لتحقيق الانقضاض على اقتصاد أي دولة خاصة في المنطقة العربية التي يسمونها "الشرق الاوسط" (لتبرير تسيّد الإسرائيلي) لهدف إضعاف الاقتصاد العربي عامة، وتحقيق استتباعه الكامل لها من جهة، وإضعاف الانفاق العسكري –خاصة في مصر-فيما هي لاتتوقف البتة عن الدعم العسكري اللامشروط للكيان الإسرائيلي! بمعنى أن حدود الدعم العسكري هو فقط بمقدار المطلوب من الدولة تنفيذه للدور المرسوم لها وبما لا ولن يصل للقدرة الإسرائيلية المدعوم تطورها أمريكيًا بلا حدود!
من الواضح سوء نوايا الكاتب نحو مصر، ومن ورائها الأمة، فليس هو بالحريص أبدًا على المواطن المصري بتاتًا كما ليس هو بالحريص على رفاهية الشعب، بل هو يستغل ويستغل لمصلحة وحيدة هي أمريكا وهيمنتها وامتصاصها لدماء الشعوب تحت حجة حقوق الانسان التي ينتهكها في العالم "إسرائيل" يوميًا! وبلا أي رادع! كما الدول المنضوية تحت الإمرة الأمريكية فتصبح الحجّة بلا قيمة بالحقيقة، لكن وجب استثمارها لغرض الضغط ثم تحقيق استتباع الدول للأهداف الأمريكية بوهم استمرار هيمنتها الأوحدية على العالم وحفاظها على أمن "دولة إسرائيل" وتدفق الطاقة.