مقالات
هاشتاغ عَبَر القارات
هند محمد أبو مغصيب – غزة.
من هاشتاغ مكون من كلمتين الى قضية أصبحت محط اهتمام كل دول العالم دون استثناء؛ ليبقى الحدث يشغل العالم لأكثر من عام.
حرب "طوفان الأقصى" وما يتبعها من أحداث في قطاع غزة والضفة المحتلة تُظهر مدى أهمية السوشيال ميديا كوسيلة لإيصال الرسائل، ونقل الواقع، والتأثير على الرأي العام العالمي لدعم هذه القضية، حيث لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في الأحداث السياسية الأخيرة في فلسطين، حيث كان لها دورًا مزدوجًا كوسيلة للتعبير والنقل، وأداة للتأثير والحشد، مما يُسهم في إبقاء الجمهور على اطلاع دائم، كما أن الصحفيون والنشطاء يستخدمونها لنقل مشاهد من أماكن وقوع الحدث بشكل لحظي، كما انها تعطي فرصة للتعبير عن الرأي بحرية حول القضايا السياسية التي تدور، وتُظهر اتجاهات الرأي العام عبر التفاعلات مثل: التعليقات والإعجابات وإعادة النشر، وحشد الدعم وتنظيم الفعاليات.
تستخدم المنصات الهاشتاغات لتنظيم الاحتجاجات أو المسيرات السياسية، حيث تعتبر الهاشتاغات هي الركيزة الأساسية التي تلعب دورًا كبيرًا في توحيد الرسائل وحشد الدعم.
حقق هاشتاغ " #طوفان_الأقصى " صدى كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدّر قوائم الترند في العديد من دول العالم خاصة الدول العربية والإسلامية، جاء ذلك في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي السابع من أكتوبر 2023 شهدت المنصات تفاعلاً واسعًا من قبل المستخدمين الذين أعربوا عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني وقضيته.
وفقًا لتقارير إعلامية، تصدّر هاشتاغ " #طوفان_الأقصى " موقع إكس (تويتر سابقًا) بعد التصعيد الأخير بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في غزة، حيث نشر المستخدمون صوراً ومقاطع مرئية، لإطلاق الرشقات الصاروخية من غزة صوب المستوطنات الإسرائيلية.
وفي ساعات معدودة تصدر الهاشتاج منصة إكس، حتى أصبح التريند رقم واحد بما يقرب من 700 ألف منشور، كما أشارت مصادر أخرى إلى أن عملية " طوفان الأقصى " أثارت ضجة إعلامية كبيرة، حيث جاءت التعليقات والآراء المؤيدة التي تشيد بهذه الخطوة المفاجئة، وتصدّر الهاشتاج الترندات في كافة دول العالم، هذا التفاعل الواسع يعكس مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الأحداث والتعبير عن التضامن مع القضايا الإنسانية والسياسية.
بالرغم ما حققه الهاشتاج من تفاعل وتضامن للقضية الفلسطينية ولواقع الشعب الفلسطيني وما يعيشه الفلسطينيون من معاناة وظلم من العدو الجائر الذي يمارس عليهم كل أنواع القهر وكما كان هناك محاربة لوجود وبقاء الشعب الفلسطيني على أرضه أيضاً يواجه الشعب الفلسطيني محاربة على منصات التواصل الاجتماعي خصوصاً من قبل التطبيقات التابعة لشركة ميتا.
شركة ميتا (Meta)، التي تمتلك منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وواتساب، واجهت انتقادات بسبب الانتهاكات التي مارستها ضد المحتوى الفلسطيني مثل: تقييد أو إزالة المحتوى الذي يتناول القضايا الفلسطينية أو يُعبّر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وثق تقرير للمحتوى الرقمي الفلسطيني، 23 ألف انتهاكاً بحق المحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي لأكثر من عام على حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.
وأصدر مركز “صدى سوشال” للحقوق الرقمية الفلسطينية تقريره الشهري، تحت عنوان “عام من الإبادة الرقمية للفلسطينيين”، مبيناً أن منصات شركة “ميتا” استحوذت على 56% من هذه الانتهاكات، فيما سجلت منصة “تيك توك” نسبة 25%، و ”إكس” (تويتر سابقًا) 15%، بينما شكلت “ساوند كلاود” نسبة 3.7%.
تم توثيق حالات حذف منشورات تتعلق بأحداث " طوفان الأقصى " من قبل منصات شركة " ميتا "، حتى لو كانت تعبر عن التضامن الإنساني أو تناقش الوضع بشكل موضوعي، كما قامت الشركة بإغلاق حسابات نشطاء وصحفيين فلسطينيين بشكل متكرر، وتقليل الوصول يعاني العديد من المستخدمين الذين ينشرون محتوى داعمًا للقضية الفلسطينية من تقليل وصول منشوراتهم إلى جمهورهم، مما يحد من انتشارها.
تبرر ميتا غالبًا حذف المحتوى الفلسطيني بأنه يتعارض مع سياساتها المتعلقة بخطاب الكراهية أو التحريض على العنف، بينما يُترك محتوى معادٍ لفلسطين دون رقابة مماثلة، كما فرضت الرقابة على الكلمات المفتاحية مثل: "غزة"، "المقاومة"، أو أسماء شهداء وأماكن فلسطينية يتم تقييدها بشكل تلقائي.
رفض شركة ميتا (Meta) دعم المحتوى الفلسطيني أو تقييده بشكل متكرر أثار جدلاً واسعًا وانتقادات من المستخدمين والمنظمات الحقوقية والإعلامية، يُتهم عملاق التواصل الاجتماعي بتطبيق سياسات غير عادلة تجاه المحتوى الذي يعبر عن القضية الفلسطينية، مما أدى إلى اتهامات بالتحيز والانحياز ضد الرواية الفلسطينية، مما أدى الى ان تكون ردود الفعل على سياسات ميتا غضب شعبي ودولي، حيث أطلقت حملات إلكترونية مثل #StopSilencingPalestine و#ميتا_تنحاز للتنديد بسياسات الشركة، تصاعدت الدعوات إلى مقاطعة منصات ميتا أو التوجه إلى بدائل مثل تويتر أو تيليجرام.
منظمات مثل "منظمة حقوق الانسان" و"منظمة العفو الدولية" وثّقت هذه الانتهاكات ودعت ميتا لاحترام حقوق الفلسطينيين في التعبير عن قضيتهم، ورفض ميتا دعم المحتوى الفلسطيني يعكس تحدياً كبيراً في مواجهة التمييز الرقمي، وهو جزء من معركة أكبر لتثبيت الرواية الفلسطينية عالميًا، والتصدي لهذه السياسات يتطلب تكاتفاً بين الأفراد والمؤسسات الحقوقية والإعلامية لضمان حرية التعبير وعدالة التغطية الرقمية.
مطالبة ميتا بالكشف عن سياساتها وآلياتها فيما يتعلق بالمحتوى المرتبط بالقضية الفلسطينية، السعي لتحقيق العدالة الرقمية لا يقل أهمية عن النضال الميداني، حيث أصبح الإعلام الرقمي وسيلة قوية للتأثير على الرأي العام العالمي.